المصمم العصامي أم الأكاديمي؟ من الأفضل في عالم التصميم؟
في عالم الإبداع والتصميم، يظهر دائمًا هذا السؤال: هل الأفضل أن تكون مصممًا أكاديميًا درس التصميم بشكل منهجي في الجامعات والمعاهد، أم أن تكون مصممًا عصاميًا تعلم كل شيء بنفسه من خلال التجربة والممارسة والتعلم الذاتي؟
الإجابة ليست بسيطة، لأن كلا المسارين يحملان مزايا وتحديات، والنجاح لا يرتبط بمصدر التعلم فقط، بل بكيفية استثماره وتطبيقه في الواقع.
——
أولاً: المصمم الأكاديمي
المصمم الأكاديمي مرّ بتجربة تعليمية منظمة، تعلم فيها القواعد النظرية للتصميم مثل نظرية الألوان، التكوين، النسبة الذهبية، الطباعة، تاريخ الفن، أسس الهوية البصرية وغيرها. يتميز هذا المسار بتقديم بيئة تعليمية تساعد المصمم على تطوير حسه الفني من منظور علمي، إلى جانب فرص التوجيه من خبراء وأساتذة.
كما أن المصمم الأكاديمي غالبًا ما يتخرج ومعه معرفة باستخدام أدوات التصميم الاحترافية، وكيفية إعداد الملفات للطباعة، وكتابة العروض الإبداعية. وهذا يمنحه ثقة وهيكلة في طريقة تفكيره وتنفيذه.
—–
ثانيًا: المصمم العصامي
أما المصمم العصامي، فهو شخص شغوف بالتعلم، اعتمد على الإنترنت والدورات والمشاريع الصغيرة لبناء مهاراته. يتميز هذا المصمم بالمرونة، والقدرة على حل المشاكل بطرق غير تقليدية. غالبًا ما تكون بداياته عملية أكثر، حيث يتعلم من خلال العمل مع العملاء والتجريب والتطوير الذاتي.
ما يميز المصمم العصامي أيضًا هو سرعته في مواكبة التحديثات، وتعلّمه حسب الحاجة، وقدرته على الخروج عن المألوف أحيانًا لأنه غير مقيّد بإطار تعليمي تقليدي.
———————————
من الأفضل؟
الصراحة، لا يوجد “أفضل” مطلق. المصمم الناجح هو من يستطيع توظيف ما تعلمه — لتقديم عمل احترافي يحل مشكلة، ويقدم قيمة للعميل أو المستخدم.
الكثير من المصممين العصاميين أصبحوا روّاداً في مجالاتهم، وابتكروا أساليب جديدة في التصميم، وفي المقابل، هناك أكاديميون حققوا مستويات عالية من الإبداع والتأثير. التحدي الحقيقي لكل منهما ليس في طريقة التعلم، بل في الاستمرار في التطور، وتوسيع المدارك، والقدرة على الإقناع والابتكار.
خلاصة القول
المعرفة الأكاديمية تعطيك أساسًا قويًا، والعصامية تمنحك روح الإبداع والانطلاق. لكن في النهاية، العالم الحقيقي لا يحاسبك على شهادتك أو على طريقة تعلمك، بل على ما تقدمه من جودة، تأثير، وأصالة في أعمالك. وإذا جمعت بين الاثنين؟ فأنت في موقع قوة حقيقي.
